أجمع إعلاميون وأكاديميون فلسطينيون على أن وكالات الأنباء العالمية والمحلية والإقليمية؛ تعاني ضعفاً كمياً من حيث الحجم، وكيفياً من حيث نوعية المضامين الإخبارية التي تتناولها، ما ينعكس على أداء تغطيتها للأحداث.
وذكر المشاركون في ورشة عمل نظمها برنامج ماجستير الصحافة بقسم الصحافة والإعلام بكلية الآداب بالجامعة الإسلامية، تحت عنوان “الكتابة الصحفية لوكالات الانباء.. تجارب مهنية”، أن الصياغة في كتابة الأشكال الصحفية الخبرية تختلف في اللغة العربية عنها في الإنجليزية؛ وفقاً للسياسة الصحفية التي تتبعها الوكالة؛ بما يحقق لها الاستقلالية لتعبّر عن ذاتها”.
وأكّد الأستاذ الدكتور جواد الدلو -أستاذ الصحافة والإعلام في الجامعة الإسلامية، أنّ وكالات الأنباء الدولية، تعد من أدوات صنع السياسة الخارجية للدول التابعة لها، وردَ ذلك لارتباطها بسياسات الدول التابعة لها في عملية التغطية، وأوضح الأستاذ الدكتور الدلو أنه نتج عن ذلك تباين في المواقف والمصطلحات التي تتبناها، وتركيز تغطيتها على مناطق دون أخرى.
وبين الأستاذ الدكتور الدلو أنّ وكالات الأنباء المحلية أنشئت نتيجة سوء تغطية وكالات الأنباء الدولية للأحداث الخاصة بالشعوب التي تُعاني تهميشاً في تغطية الأحداث الخاصة بها.
من ناحيته، قال الصحفي عادل الزعنون -مراسل وكالة الأنباء الفرنسية، إنّ وكالته لها سياسية تحريرية خاصة تلتزم بها، منوها إلى أن المراسل يختار الخبر بناءً على الحدث في منطقته وبلده. وشدد الصحفي الزعنون على أن وكالته تحرص على دقة الخبر وموضوعيته، والتزامه بالقيم الخبرية وليست على كم الأخبار، وأن أهمية الحدث هي التي تفرضه على الوكالة،
وذكر الصحفي الزعنون أن وكالته وضعت بعض المصطلحات والمفردات المؤقتة التي تم الاتفاق على اعتمادها في السياسة التحريرية، ونوه إلى أن تدخلات جهاز التحرير في وكالته يقتصر على مدى أهمية الموضوع لأكبر عدد من الجمهور؛ كون الوكالة عالمية، ولها ضوابط خاصة بها.
بدوره، أوضح الصحفي سعود أبو رمضان-الصحفي في وكالة الأنباء الألمانية، أن الكتابة الصحفية لوكالة الأنباء بلغة غير اللغة العربية تتطلب أمرين، أولها: أن يكون الصحفي ملماً بشكل متقن بقواعد اللغة التي يريد الكتابة بها، وفهم المصطلحات، وتركيب اللغة واستخدامها بالشكل الصحيح، وثانيهما: فهم ثقافة البلد الذي تتم الكتابة بلغته؛ وقال إن الصحفي الذي يعمل في بلاده العربية ويكتب بالأجنبية؛ يكتسب أمرين بأنه يجيد لغتين بشكل ممتاز، كما أنّه يتمتع بمهنية في ممارسة العمل الصحفي ويعرف جيدًا أصول وأسس كتابة الخبر والتقرير والتحقيق والريبورتاج.
وقال الصحفي ياسر أبو هين- رئيس تحرير وكالة صفا، أنّ مؤسسته توزّع “ملفًا” على جميع موظفيها يشمل جميع المصطلحات المعتمدة، والأخطاء الشائعة التي يقع فيها كثير من الصحفيين، “وتعد قانون العمل والتحرير لدى الوكالة”، على حد قوله، وتابع حديث قائلاً: “بهذا العمل نجحنا بأن نجعل جميع العاملين في الوكالة عبارة عن حارس بوابة”.