أوصى أكاديميون وإعلاميون بالعمل على بناء استراتيجية للخطاب الإعلامي الفلسطيني، وإيجاد بيئة إعلامية وقانونية داعمة لحريته، والاهتمام بالإعلام الجديد والعمل على تفنيد الرواية (الإسرائيلية) بتوجيه خطاب إعلامي مقرون بالنظريات العلمية المدروسة من الناحية النفسية، والقيام بعمليات رصد لما ينشر في الإعلام (الإسرائيلي) ودحض رواياته الخاطئة، وتقديم الرواية الفلسطينية بشكل مناسب.
جاء ذلك خلال يوم دراسي نظمه قسم الصحافة والإعلام بكلية الآداب في الجامعة الإسلامية بالشراكة مع المركز الشبابي الإعلامي تحت عنوان: “الإعلام وانتفاضة القدس.. الآفاق والتحديات”، وأقيم اليوم الدراسي في قاعة المؤتمرات العامة بمبنى طيبة للقاعات الدراسية بحضور الأستاذ الدكتور عبد الخالق العف –عميد كلية الآداب، والأستاذ الدكتور جهاد العرجا –نائب عميد كلية الآداب، والدكتور طلعت عيسى –رئيس قسم الصحافة والإعلام، والدكتور خضر الجمالي –رئيس مجلس المركز الشبابي الإعلامي، والأستاذ الدكتور جواد الدلو- رئيس اللجنة العلمية لليوم الدراسي، وعدد من الإعلاميين، وجمع من أعضاء هيئة التدريس والطلبة بقسم الصحافة والإعلام بالجامعة.
الجلسة الافتتاحية
بدوره، أكد الأستاذ الدكتور العف أن الشعب الفلسطيني الذي عايش الانتفاضات والثورات وخاض الحروب مع الاحتلال قادر على صناعة النصر في انتفاضة القدس، وبين أن وسائل الإعلام المرئية، والمسموعة، والمواقع الإخبارية الإلكترونية، ومواقع التواصل الاجتماعي لها دور في تبادل المعلومات بسرعة كبيرة، ومعايشة الحدث فور وقوعه، وإيصال الرواية الفلسطينية الصحيحة، وتشكيل خطاب إعلامي موحد بين الوسائل الإعلامية.
من جانبه، قال الدكتور عيسى أن اليوم الدراسي يهدف إلى بيان دور وسائل الإعلام المتنوعة في إنجاح انتفاضة القدس، والوقوف غلى الإسهامات الجادة التي أضافها الإعلام الجديد لخدمتها، مؤكداً على ضرورة التفاف الجسم الصحفي الفلسطيني نحو رسالته الوطنية، ونقلها إلى العالم الخارجي بما يعزز عداله القضية الفلسطينية.
من ناحيته، وقف الدكتور الجمالي على المهام الملقاة على عاتق الشباب الفلسطيني من خلال توظيف كل الطاقات والإمكانيات التي لديه بهدف نصرة دينه، ووطنه، وأوضح الدكتور الجمالي أن للإعلام الجديد دوراً مهماً ومؤثراً في نجاح الخطاب الإعلامي للانتفاضة.
الجلسة الأولى
وفيما يتعلق بالجلسات العلمية لليوم الدراسي، فقد انعقد على مدار جلستين علميتين، حيث ترأس الجلسة الأولى الأستاذ الدكتور الدلو، وجاءت تحت عنوان: “الإعلام التقليدي وانتفاضة القدس”.
وأشاد الأستاذ مصطفى الصواف- الكاتب والمحلل السياسي- بدور الإعلام في إبراز قضايا الشعوب، وبين أن كافة وسائل الإعلام شاركت في تغطية الانتفاضة وأعطتها حيزاً مهماً، وأفردت لها مساحات خاصة لإظهارها للعالم الخارجي، ودعا الأستاذ الصواف إلى ضرورة التخطيط الإعلامي الجيد، وتوحيد المصطلحات الإعلامية المستخدمة، والابتعاد عن الحزبية والعشوائية، والعمل على توضيح المحددات الإعلامية للخطاب الفلسطيني، وتشجيع البث المشترك والتغطية بين مختلف وسائل الإعلام.
وتحدث الأستاذ شاهر زعيتر –باحث فلسطيني- عن الدور النفسي للإعلام الفلسطيني في مساندة انتفاضة القدس من خلال ما تبثه من أناشيد تحث على الصمود، وأكد على جدوى استخدام ظريات العلمية والنفسية في بناء الرسالة الإعلامية.
وأشار الدكتور صالح النعامي- كاتب ومحلل في الشئون “الإسرائيلية”- إلى أن الدعاية “الإسرائيلية” حول انتفاضة القدس تعمل على استثمار كل ما ينشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ودعا إلى ضرورة التوافق المؤسسي الإعلامي الفلسطيني لتفنيد الروايات “الإسرائيلية”.
وبين الدكتور أحمد يوسف-الكاتب والمحلل السياسي- أن الخطاب الإعلامي الغربي منحاز للرواية (الإسرائيلية)، ويعمل على تشويه الصورة الفلسطينية أمام العالم الغربي، وأوصى بضرورة تشكيل مجموعات إعلامية لرصد الإعلام “الإسرائيلي” والغربي، وتقديم الرواية الفلسطينية بشكل مناسب.
الجلسة الثانية
وفيما يتعلق بالجلسة العلمية الثانية، فقد ناقشت: “انتفاضة القدس في الإعلام الجديد”، وترأسها الدكتور حسن أبو حشيش- عضو هيئة التدريس بقسم الصحافة والإعلام، وأوضح الدكتور نعيم المصري- أستاذ الإعلام في كلية فلسطين- أن شبكات التواصل الاجتماعي لها دور كبير في تقديم المعلومات، وبين أنها تخطت الحواجز، وأصبحت محط اهتمام عدد كبير من الناس، فضلاً عن قدرتها على التأثير، وكسب عطف الرأي العام الخارجي من خلال التركيز على القصص الإنسانية، واستخدام المقاطع المصورة، وإخراج المواد المكملة وإنتاج أفلام روائية مختلفة. وتطرقت كل من الأستاذة هبة سكيك، والأستاذة ريم أبو حصيرة- باحثتان- إلى دور المواقع الإلكترونية في تفعيل قضية القدس، وتناول كل من الأستاذ سائد رضوان، والأستاذ هشام زقوت- باحثان- تطبيقات الهواتف الذكية كمصدر لمعلومات انتفاضة القدس.