مختصون يطالبون بالتوحد على مشروع تحرير فلسطين وبيت المقدس واستحضار تجارب التاريخ

مختصون يطالبون بالتوحد على مشروع تحرير فلسطين وبيت المقدس واستحضار تجارب التاريخ

 

طالب مختصون وأكاديميون بالتوحد على مشروع تحرير فلسطين وبيت المقدس واستحضار تجارب التاريخ، وأكدوا على أهمية حشد الطاقات في دعم القضية الفلسطينية ودعم صمود أبنائها، ولفتوا إلى أن أهمية القضية الفلسطينية تكمن من قداستها وأهميتها في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وعبر التاريخ.

جاء ذلك خلال ندوة عامة نظمها قسم التاريخ والآثار بكلية الآداب بالجامعة الإسلامية تحت عنوان: “الطريق إلى القدس”، وذلك في ذكرى تحريرها على يد القائد صلاح الدين الأيوبي في 27 رجب 583ه/ 2 أكتوبر 1187م، وانعقدت الندوة في قاعة المؤتمرات العامة بمبنى القدس للقاعات الدراسية بحضور سعادة الدكتور خليل الحية –النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني، والدكتور وليد عامر –عميد كلية الآداب، والدكتور غسان وشاح –رئيس قسم التاريخ والآثار، والأستاذ الدكتور رياض شاهين –أستاذ تاريخ الحروب الصليبية في الجامعة، والدكتور سامي أبو زهري –أستاذ تاريخ الأيوبيين في الجامعة، وجمع من أعضاء هيئة التدريس والطلبة بقسم التاريخ والآثار.

قلب القضية الفلسطينية
بدوره، عبر سعادة الدكتور الحية عن سعادته بعقد مثل هذه المحاضرات التي تجعل القضية الفلسطينية حاضرة بين صفوة المجتمع الفلسطيني، وأكد أن القدس تمثل قلب القضية الفلسطينية وجوهرها وأن الاهتمام بها ضروري، وأن القضية الفلسطينية لها في كل يوم تاريخ ومعلم، ودعا سعادة الدكتور الحية قسم التاريخ والآثار إلى الاهتمام بعقد المزيد من الأنشطة التي تعزز من حضور القضية الفلسطينية في ظل حالة التغيب والتجهيل التي تشهدها القضية، وبين سعادة الدكتور الحية أن تاريخ تحرير بيت المقدس بعد احتلال دام ما يقارب من 88 عاماً يبرز طبيعة الصراع بين الحق والباطل، ووقف سعادة الدكتور الحية على الأساليب والوسائل التي اتبعها أعداء الإسلام في الطعن بالدين الإسلامي وحقائق التاريخ والحضارة من خلال كتاباتهم وإصدار الكتب التي تشوه صوره الإسلام والمسلمين وتاريخهم العريق.

الحضارة الإسلامية والعالمية
من جانبه، تحدث الدكتور عامر عن مكانة القدس وأهميتها التاريخية والدينية والحضارية، واستعرض بعض الآيات والأحاديث النبوية التي تدلل على الوقار والشرف الذي خص به الله سبحانه وتعالى بيت المقدس مع مكة المكرمة، وأثنى الدكتور عامر على جهود قسم التاريخ والآثار في تنظيم مثل هذه اللقاءات التي تؤكد على حضور مدينة القدس في قلوب وعقول أبنائها والغيورين عليها، وأوضح أن القسم يحكي قصة فلسطين والآثار والحضارة الإسلامية والعالمية.

الانتصار والتقدم
وتناول الأستاذ الدكتور شاهين جملة من النتائج والدروس المستفادة من فتح بيت المقدس على يد القائد صلاح الدين الأيوبي، وأوضح أن معركة حطين كانت فاصلة بين حدين هما التراجع والانقسام العربي والإسلامي، والانتصار والتقدم الحضاري، وأشار الأستاذ الدكتور شاهين إلى أن معركة حكين أنهت أكبر حركة استعمارية كانت في العصور الوسطى، وأنها كانت بداية النهاية للوجود الصليبي، واستعرض الأستاذ الدكتور شاهين بعض المواقف التي تدلل على تسامح القائد صلاح الدين الأيوبي في التعامل مع الناس، ومنها: شهادة مؤرخ صليبي بأنه اشتهر بالاستقامة والإنسانية، مواقفه الإنسانية والأخلاقية في التعامل مع المسيحية، والأطفال من أبناء الصليبيين.

توحيد الأمة
وقدم الدكتور أبو زهري نبذة مختصرة عن نشأة وحياة القائد صلاح الدين الأيوبي، والبطولات التي قدمها على مدار التاريخ، والإنجازات التي حققها في عهده، وأكد الدكتور أبو زهري أن القائد صلاح الدين أخذ دوره في قيادة الأمة بتمكنه من تحرير بلاد الشام وضمها إلى فتوحات مصر والموصل، موضحاً أن هدفه الأساسي تجلي في توحيد الأمة ولم يكن لتشكيل دولة خاصة به، أفاد الدكتور أبو زهري أن عملية تحرير القدس مرت بمرحلتين، المرحلة الأولى بدأت من عام 570هـ وحتى 582هـ وتميزت تلك المرحلة بالتوحد ومقاومة الصليبين من خلال الدفاع والدخول في معارك محدودة، والمرحلة الثانية بدأت من عام 582هـ وحتى وفاته وسميت تلك المرحلة بعهد الفتوحات، وأشار الدكتور أبو زهري إلى أن القائد صلاح الدين عقد خلال تلك المرحلتين ثلاث هدن على الأقل ليثبت مشروع التحرير مع الصليبين، وأوضح أن تجربة القائد صلاح الدين زاخرة وتحتاج إلى المزيد من الدراسات والأبحاث للاستفادة من حكمته وسيرته العطرة.

 

يمكنكم متابعة ألبوم الصور على http://www.flickr.com/photos/iugarts/sets/72157636461222955/

x