يوم دراسي بقسم التاريخ والآثار حول المنهج الإسلامي ونظريات تفسير التاريخ

يوم دراسي بقسم التاريخ والآثار حول المنهج الإسلامي ونظريات تفسير التاريخ

نظم قسم التاريخ والآثار بكلية الآداب بالجامعة الإسلامية يوماً دراسياً حول المنهج الإسلامي ونظريات تفسير التاريخ، وانعقد اليوم الدراسي في قاعة المؤتمرات العامة بمبنى طيبة للقاعات الدراسية بحضور الدكتور سامي البريم –نائب عميد كلية الآداب، والدكتور نهاد الشيخ خليل –رئيس قسم التاريخ والآثار، ورئيس اللجنة التحضيرية لليوم الدراسي، وجمع من أعضاء هيئة التدريس بقسم التاريخ والآثار، وطلبة من القسم.

 

الجلسة الافتتاحية

 

وفي كلمته أمام الجلسة الافتتاحية لليوم الدراسي، لفت الدكتور البريم إلى أهمية عقد الأنشطة اللامنهجية في إثراء المساقات الدراسية النظرية، وإبراز الأهداف الرئيسة لكل كلية، والمساهمة في بناء الشخصية الفردية والجمعية وصقلها بالمهارات والمعارف اللازمة، وأوضح الدكتور البريم أن المنهج الإسلامي مطلوب في شتى التخصصات كالاقتصاد والسياسة والآداب وغيرها، مبيناً أنه مجال واسع وما زال في خطواته الأولى على المستوى المحلي، وأكد على ضرورة الاهتمام بالمنهج الإسلامية على المستوى العالمي من خلال نشر وإبراز كتاباته وأفكاره ومؤلفاته، وأثنى الدكتور البريم على جهود قسم التاريخ والآثار في تنظيم اليوم الدراسي، وحرصه على عقد الفعاليات الهامة.

 

من جانبه، وقف الدكتور الشيخ خليل على الهدف الرئيس من عقد اليوم الدراسي والذي يكمن في محاولة الاستفادة من الجهود التي بذلها العلماء والمؤرخون العرب عبر عقود طويلة في محاولة منهم لتأصيل وترسيخ منهجية إسلامية للمعرفة، وقال الدكتور الشيخ خليل: “نحن ندرك صعوبة المهمة الملقاة على عاتقنا تجاه بلورة نظرية متكاملة لتفسير التاريخ تستهدي بالقرآن، وتستلهم التجارب الإنسانية المختلفة، وهذا يتطلب الكثير من الجهد والبحث وإعمال العقل وإنجاز الدراسات والمؤثرات لذلك”، وبين الدكتور الشيخ خليل أن امتلاك نظرية ناضجة لتفسير التاريخ تساعد الباحث في الاستفادة من الأضواء التي أشعلتها الوقائع الماضية بهدف الالتزام بالأساليب والنظم والقواعد المجربة التي من شأنها أن تحقق الأهداف بجهد أقل وبسرعة أكبر، وأفاد بأن امتلاك منهج أو نظرية لتفسير التاريخ، وتطوير هذا المنهج أو النظرية هما أمران ضروريان لاستخلاص القيم والقوانين التي لا تستقيم أية برمجة للحاضر والمستقبل إلا على هداها.

 

الجلسة الأولى

 

وبخصوص الجلسات العلمية لليوم الدراسي، فقد انعقد اليوم الدراسي على مدار جلستين علميتين حيث ترأس الجلسة العملية الأولى الأستاذ الدكتور أكرم عدوان –عضو هيئة التدريس بقسم التاريخ والآثار، وشارك الأستاذ أشرف القصاص –عضو هيئة التدريس بقسم التاريخ الحديث بجامعة الأقصى- بورقة عمل حول المنهج القرآني في عرض تاريخ بني إسرائيل، وبين أن المنهج الإسلامي في دراسة التاريخ يؤصل قواعد ثابتة تساعد على صناعة التاريخ بصورة صادقة وشفافة في ضوء المنهج الرباني الذي أراده الله، وتحدث الأستاذ القصاص عن أهمية معرفة السنن والقواعد الربانية في تاريخ البشرية، واستعرض الدكتور أحمد الساعاتي –عضو هيئة التدريس بقسم التاريخ والآثار- ورقة عمل حول تطور مدارس كتابة التاريخ الإسلامي، وتناول الدكتور الساعاتي مدارس الحركة التاريخية عند العرب والمسلمين وخصائص كل منها، وأوصى بضرورة العودة إلى منهج إسلامي لكتابة التاريخ بعد أن انتشرت في عالمنا المعاصر مناهج “محرفة” شوهت قضية الفكر التاريخي في حضارة المسلمين، وقدم سعادة النائب يونس الأسطل –عضو المجلس التشريعي الفلسطيني- ورقة عمل بعنوان: “من الاستضعاف إلى الاستخلاف والتمكين، ثم استبدال المستنكفين بالمجاهدين”، وشارك الدكتور بشير نافع –مؤرخ فلسطيني مقيم في بريطانيا- عبر تقنية الاتصال (سكاي بي)، في ورقة عمل بعنوان: تطور الدراسات التاريخية في العصر الحديث”، وأشار إلى أن بداية الدراسات التاريخية في الغرب ركزت على التاريخ السياسي في العصر الحديث لكنها بعد ذلك بدأت تولي أهمية أكبر بالتاريخ الاجتماعي والاقتصادي، أما في الوطن العربي فإن بدايات الكتابة التاريخية في العصر الحديث بدأها مؤرخون غير محترفين مثل: عباس العزاوي من العراق، وعارف العارف من فلسطين وغيرهم، وأوضح الدكتور نافع أن أول مؤرخين محترفين في الوطن العربي هما: أسد رستم من لبنان، ومحمد شفيق غربال من مصر، وبعدهما بدأت تتحدد معالم أكثر وضوحاً لمنهجية دراسة التاريخ التي أخذت بالتطور من خلال الاحتكاك الثقافي المتزايد مع الغرب.

 

الجلسة الثانية

 

وفيما يتعلق بالجلسة العلمية الثانية، فقد ترأسها الدكتور خالد الخالدي –عضو هيئة التدريس بقسم التاريخ والآثار، ورئيس مركز التاريخ والتوثيق الفلسطيني، ولفت الدكتور سامي أبو زهري –عضو هيئة التدريس بقسم التاريخ والآثار إلى دور الحديث النبوي في خدمة التاريخ الإسلامي، وقدم الدكتور الخالدي ورقة عمل حول النقد العلمي للرواية التاريخية، وبين أن اللبنة الأساسية التي يعتمد عليها الباحث في بناء بحثه التاريخي هي الرواية التاريخية باعتبارها تمثل الشهادة التي ستُرسم من خلالها صورة الماضي محل البحث، وتحدثت الأستاذة أماني عمر –من مركز التاريخ الشفوي بالجامعة- عن التفسير التاريخي بين المادية الماركسية والإسلامية لدى عماد الدين خليل، وتحدثت عن دور الفرد والجماعة في الحديث التاريخي، وبناء وتطور المجتمع، ودور الصراع في الحركة التاريخية، والحتمية، والسقوط والانهيار الحضاري.

x