قسم التاريخ والآثار ينظم يوماً دراسياً بعنوان ” جهود التنقيب عن الآثار وجمعها في قطاع غزة”

قسم التاريخ والآثار ينظم يوماً دراسياً بعنوان ” جهود التنقيب عن الآثار وجمعها في قطاع غزة”
ظم قسم التاريخ والآثار بكلية الآداب بالجامعة الإسلامية يوماً دراسياً حول جهود التنقيب عن الآثار وجمعها في قطاع غزة، وانعقد اليوم الدراسي في قاعة المؤتمرات العامة بمبنى طيبة للقاعات الدراسية بحضورالأستاذ الدكتور طالب أبو شعر – نائب رئيس الجامعة لشؤون البحث العلمي، والدكتور وليد عامر- عميد كلية الآداب، والدكتور نهاد الشيخ خليل – رئيس قسم التاريخ والآثار، وممثلون عن وزارة السياحة والآثار، ولفيف من المختصين والمعنيين، وأعضاء هيئة التدريس بقسم التاريخ والآثار، وطلبة من القسم.
الجلسة الافتتاحية :
وفي كلمته أمام الجلسة الافتتاحية لليوم الدراسي، لفت الأستاذ الدكتور أبو شعر إلى أن عنوان اليوم الدراسي يمثل رمزية مهمة تؤكد على طبيعة الصراع مع الاحتلال، وأن الصراع صراعاً حضارياً وليس جغرافياً، وأوضح الأستاذ الدكتور أبو شعر أن التراث يعد جزءً أساسياً من تاريخ الشعوب والأمم وهو ما يؤكد أنه سند الملكية ووثيقة تاريخية أمام أمم الأرض جميعاً وعبر الأجيال والأزمان، وبين الأستاذ الدكتور أبو شعر أن كل ما هو موجود على هذه الأرض من الشجر والبناء يحمل بصمات إنسانية للفلسطينيين الذين عاشوا على هذه الأرض، وأشار الأستاذ الدكتور أبو شعر إلى أن الصراع مع الاحتلال ممتد وبحاجة إلى تأكيده بكافة الحجج القانونية والتراثية، موضحاً جهود الاحتلال ومحاولاتهم قديماً وحديثاً من أجل طمس حقائق التاريخ بحفريات كثيرة محاولين بها إيجاد حجج قانونية، وتزييف التاريخ من خلال تغيير الأسماء العربية للمدن والقرى الفلسطينية.
بدوره، أوضح الدكتور عامر بأن قطاع غزة بما يشهده من آثار ومعالم حضارية وتاريخية يؤكد بأن ملكية هذه الأرض للعرب والمسلمين، ولفت الدكتور عامر إلى عزيمة وإصرار أبناء الشعب الفلسطيني رغم اللفتات العبرية المزيفة التي ينشرها الاحتلال بالعمل من أجل إزالة تلك اللفتات المزيفة وزرع اللفتات العربية الإسلامية على ثرى أرض فلسطين، ووقف الدكتور عامر على جهود وزارة السياحة والآثار التي اكتشفت وما زالت تكتشف الأماكن الأثرية في قطاع غزة، ومنها: تل رفح، وتل أم عامر، وتل أم السكن، والكنيسة البيزنطية، وغيرها من الآثار التي تشهد على أحقية الشعب الفلسطيني بأرضه، وأثنى الدكتور عامر على جهود قسم التاريخ والآثار في توثيق وإبراز التاريخ الحضاري والثقافي والإنساني لفلسطين، وتأكيد أن بلادنا لنا ولن يشاركنا فيها أحد، وأن العودة قريبة.

 

 

 

 

 

من جانبه، طالب  الدكتور الشيخ خليل جهات صنع القرار في قطاع غزة بتخصيص ميزانيات مناسبة لرعاية ودعم قطاع التاريخ والآثار، وتوفير فرص عمل للخريجين للاستفادة من خبراتهم العلمية والمهنية في هذا الجانب، ولفت الدكتور الشيخ خليل عناية إدارة الجامعة الإسلامية إلى ضرورة تخصيص المكان المناسب لافتتاح المتحف التعليمي، وإنشاء معمل لترميم الآثار، وأكد الدكتور الشيخ خليل أهمية تكاثف الجهود، والتعاون مع الجهات المختصة بشأن التنقيب عن الآثار وجمعها في قطاع غزة بما يسهم في حفظ تاريخ وحضارة أبناء الشعب الفلسطيني.
وقدمت الطالبة إيمان أبو الخير –من قسم التاريخ والآثار- عرضاً لمتحف “الأرميتاج” وبينت القيمة الحضارية للمتحف من بين متاحف أوروبا باعتباره يعد المنافس الأول لمتحف اللوفر الفرنسي باحتوائه على ثلاثة ملايين تحفة، وبينت الطالبة أبو الخير مميزات المتحف في ضخامة مبانيه الخمسة، ومجال تصاميم قاعاته، وعدد المعروضات فيه.
محاور اليوم الدراسي:
وفيما يتعلق بالمحاضرات العلمية لليوم الدراسي، فقد ترأسها الأستاذ الدكتور خالد الخالدي ،وتناول اليوم الدراسي ثلاث محاضرات علمية، حيث تحدث المهندس أحمد البرش –من وزارة السياحة والآثار- “في المحاضرة العلمية الأولى” عن جهود وزارة السياحة والآثار في النهوض بقطاع الآثار في قطاع غزة، وتطرق المهندس البرش إلى الصعوبات والمعوقات التي واجهت الوزارة في إنجاز الكثير من المشاريع والبرامج، ومنها: غياب الوعي والحس الثقافي والأثري لدى المواطن الفلسطيني، ونقص الكادر البشري المتخصص في مجال الآثار، وعدم اعتماد قانون للآثار والتراث الثقافي، وعرض المهندس البرش برنامج التنقيب والحفريات المتمثل في مشروع تل رفح الأثري، ومشروع بيت لاهيا، ومشروع البلاخية الأثري.
  

 

 

وقدم الأستاذ أحمد عابد –عضو هيئة التدريس بقسم التاريخ بجامعة الأقصى- “في المحاضرة العلمية الثانية” ورقة عمل حول التنقيبات الأثرية الأجنبية والإسرائيلية في قطاع غزة حتى عام 1994م، وتحدث عن المؤسسات الأثرية الأجنبية العاملة في ميدان الآثار في فلسطين، والعمل الأثري الإسرائيلي والأجنبي، وتناول الأستاذ عابد الحفريات الأثرية في قطاع غزة من حيث التنقيبات في العهد العثماني، والتنقيبات الأجنبية، والحفريات الإسرائيلية، وأوصى الأستاذ عابد بتوثيق التنقيبات والمسوحات الأثرية التي أجريت في قطاع غزة، وتوثيق القطع الأثرية المسروقة من قبل الاحتلال والمطالبة باستعادتها عبر المحاكم الدولية، إلى جانب توثيق المقتنيات الأثرية الخاصة التي يقتنيها الأفراد في قطاع غزة وتتبع حركتها عند تنقلها بين الأفراد.

 

وشاركت الأستاذة هيام البيطار –من قسم التاريخ والآثار- “في المحاضرة العلمية الثالثة” بورقة عمل حول الحفريات الأثرية في عهد السلطة الفلسطينية، وتحدثت عن موقع البلاخية، وأبرز الأحداث التاريخية التي مرت بالموقع، ومنها: أن هذا الموقع عاصر انقسام الامبراطورية اليونانية بعد موت الإسكندر الأكبر، وأنه من أقدم الطرق الرومانية، واستخدامه كميناء لمرور القوافل التجارية التابعة للأنباط خلال وقبل سقوط البتراء عاصمة الأنباط العرب، وأوضحت الأستاذة البيطار أن المدرسة الفرنسية للآثار شاركت وزارة السياحة والآثار بمجموعة من الحفريات الأثرية في منطقة موقع البلاخية الأثري في الفترة بين عامي 1990-2005م، وذلك بما يعادل عشرة مواسم أثرية، تم فيها استجلاء المعالم الأثرية والتاريخية الخاصة بالموقع، وأشارت الأستاذة البيطار إلى الحفرية الأثرية في موقع المقبرة الرومانية شرق جباليا 1997م، وحفرية موقع كنيسة عبسان 1997 الضريح البيزنطي في عبسان، وحفريات موقع الكنيسة البيزنطية في جباليا 1998م، والحفريات الأثرية في موقع تل السكن 2000م، والحفرية الأثرية في موقع تل العجول 2000م.
وفي ختام هذه الجلسات قدمت الطالبة إيمان الرملى تعريفاً بموقع فسحة الأثري وما يتضمنه من خدمات لتعريف المواطن الفلسطيني والعالم بالمواقع الاثرية في قطاع غزة، إلى جانب عرض لبانوراما عن قصر الباشا والذى حول إلى متحف أثري .
وقد أوصى اليوم الدراسي بإنشاء المتحف الافتراضي، وطرح د. أحمد الساعاتي فكرة بانوراما آثار فلسطين لتجسيد كل آثار فلسطين، وأشارت الوزارة إلى سعيها لتخصيص جزء من أرض تل السكن ليكون متحفاً وذلك بالتعاون مع مؤسسة تيكا.
x