عقد منتدى الفكر بكلية الآداب بالجامعة الإسلامية بغزة بالشراكة مع حملة المقاطعة ومناهضة التطبيع – فلسطين لقاءً علميًا بعنوان “الفصل العنصري.. تاريخ ونماذج” يوم الاثنين الموافق 20 مارس2023، ويأتي هذا اليوم ضمن فعاليات أسبوع مقاومة الاستعمار والأبارتهايد.
وافتتحت اللقاء الأستاذة نهال الجعيدي، مرحبةً بالحضور الكريم ومعرّفة بأسبوع مقاومة الاستعمار والأبارتهايد بأنَّه سلسلة من الفعاليات والأنشطة التي تهدف الى رفع الوعي بنظام الاستعمار والفصل العنصري المفروض على الشعب الفلسطيني، كما يهدف إلى التعريف بالقضية الفلسطينية وفضح الانتهاكات الصهيونية المستمرة ودعم حركة المقاطعة ومناهضة التطبيع والمطالبة بالحقوق الفلسطينية.
وأفادت أ. الجعيدي بأنه يشارك في هذا الأسبوع نشطاء فلسطينيون ودوليون منذ عام 2005 في شتى أنحاء العالم للتضامن مع الشعب الفلسطيني.
تاريخ الفصل العنصري الأبارتهايد
بدوره عرف د. نهاد الشيخ خليل، رئيس منتدى الفكر بكلية الآداب، وعضو هيئة التدريس بقسم التاريخ والآثار بالجامعة الإسلامية، وعضو ومؤسس حركة المقاطعة ومناهضة التطبيع خلال الورقة الأولى – أنَّها اعتقاد مجموعة من الناس أرقى من غيرها وذلك على أساس اللون أو العرق أو الجنس أو الايدولوجيا أو الدين.
كما أشار إلى أنه عندما تكون العنصرية في المجتمع دون أن يترتب عليها سلوك اضطهادي وقهري ودون أن يتكئ عليها في تبرير استعمار فهي مرض اجتماعي ولكن عندما تكون مبررًا لسلب ونهب ثروات الشعوب الأخرى واستعباد البشر فهي جريمة.
وأكمل الدكتور الشيخ خليل بقوله: “الغرب دائمًا ما يحاول الظهور بصورة السعي للتخلص من العنصرية مع أننا لو تتبعنا السلوكيات والكتابات في مرحلة عصر الأنوار في أوروبا سنجد أن هنالك مشكلة تنبع من الاعتقاد بأن الرجل الأبيض أكثر تفوقاً من الرجل الأسود وعلى أساس هذا الاعتقاد بررت استعباد الشعوب”.
ونوه إلى مصطلح العدالة الانتقالية والذي يعني تمكين المجرم من العيش والإفلات من العقوبة من خلال تقديم تعويض جزئي عن الجرائم التي ارتكبها.
وشدد في ختام حديثه على تبني خطاب يكشف عنصرية الاحتلال سواء في تعامله في الضفة الغربية أو أهالي أراضي48 ، وذلك من أجل المساعدة في تكوين رأي عام مضاد للاحتلال وسياسته وفضح جرائمه.
نماذج الفصل العنصري الأبارتهايد
من جانبه وضح د. فواز السوسي، رئيس هيئة المراكز الشبابية في الهيئة العامة للشباب والثقافة أن مصطلح الفصل العنصري مصطلح قانوني أنشأته منظمات ومؤسسات تابعة للأمم المتحدة.
وأضاف الدكتور السوسي أن الدول المستعمرة تلجأ للفصل العنصري لشعورها بأنها دولة غير حقيقية وليست من الإقليم نفسه بمعنى أنها لا تملك هذا الوطن.
كما أشار إلى مصطلح الشأن الفلسطيني والفرق بينه وبين القضية الفلسطينية، موضحًا أن القضية تعرض على محكمة بين خصمين متساويين في الحقوق لحين البت فيها، أما الشأن فيعني حالة شعبية لها الحق في المكافحة من أجل حقوقها.
وفيما يتعلق بنماذج الفصل العنصري الأبارتهايد فقد ذكر الدكتور السوسي نموذج جنوب أفريقيا والاستعمار الهولندي وبعض الدول الغربية التي كانت تقوم بالفصل العنصري من خلال منع أصحاب البشرة السوداء من العمل في بعض الوظائف ومنعهم ومن الزواج والوصول إلى بعض المناطق والطرق.
كما أضاف أن نموذج الدولة العنصرية ظهر في الولايات المتحدة الأمريكية التي قامت في العرق الأبيض ضد الهنود الحمر والذي تم استنساخه على أرض فلسطين بالمجازر والقتل والتهجير ضد الفلسطينيين.
واعتبر أن وجود الانتداب أو الاستعمار أو الاحتلال يعني وجود تفرقة عنصرية قائمة على الفصل والتهجير القسري.