لجنة البحث العلمي تعقد ندوة بحثية عن رواية “بكاء العزيزة”
الرابطة الأدبية-
عقدت لجنة البحث العلمي بكلية الآداب في الجامعة الإسلامية بالتنسيق مع مركز العلم والثقافة ومؤسسة إحياء التراث ندوة بحثية عن رواية “بكاء العزيزة” للكاتب الأستاذ الدكتور علي عودة، وذلك بحضور عميد كلية الآداب د. رائد صالحة، ورئيس لجنة البحث العلمي بكلية الآداب أ.د. كمال غنيم، وكاتب الرواية، والباحث شريف صالحة وجمع من المثقفين والمهتمين.
وقد بين الكاتب عودة طبيعة التجربة التي أفرزت هذه الرواية، وأكد على أنها رواية وليست سيرة ذاتية، وأنها اهتمت بالإيهام بالواقع. وبيّن غنيم أن عودة يقدّم في ثلاثيته الروائية القضية الفلسطينية بدءًا من نكبة العام 1948 وحتى انفجار الانتفاضة الشعبية في العام 1987 وما تلاها من تداعيات، وصولًا إلى المفاوضات في أوسلو. وأجاب الباحث صالحة عن بعض التساؤلات الفنية التي دارت حول الرواية. وقام الكاتب بالتوقيع على نسخ من الرواية لجمهور الحاضرين.
وتبين من خلال حفل توقيع الرواية هذا أنها تعتمد في بنائها وسردها على تعدد الشخصيات والأصوات، وتقوم خمس شخصيات برواية الأحداث ورصد تفاعلات المجتمع الفلسطيني الاجتماعية والسياسية في قطاع غزة، وهذه الشخصيات هي: إبراهيم الشاهد، وعزيزة الخيّال، وخالد الربيع، وعصام الفايز، وجميل حَبّ الرمان.
وتنطلق الرواية في جزئها الأول (العين) من مساحات قرية (العزيزة)، القرية الواقعة شمال قطاع غزة، من خلال أطفال أدركتهم النكبة، وما تلاها من أحداث، فذاقوا مرارة التهجير ومرارة العيش داخل المخيمات، وترصد الرواية في هذا الجزء بداية الحب العذري الذي نشأ بين الشخصيتين الرئيستين إبراهيم الشاهد وعزيزة الخيال، وحياة المخيم وتفاعلاته من خلال (رابطة الجوالين الأربعة) التي شكلها الأطفال الأربعة، وحواراتهم مع قوات الطوارئ الدولية حامية الحدود التي تجثم على الحدود منذ العام 1957 بعد العدوان الثلاثي عام1956، وانسحاب إسرائيل من القطاع. وتبرز الرواية بعض اللوحات القروية والشعبية البديعة، التي تصور بعض المناسبات والاحتفالات الشعبية السائدة في النصف الأول من القرن العشرين، وينتهي الجزء الأول من الرواية بهزيمة 1967 التي وقع خبرها على رؤوس الشخصيات مثل الصاعقة، وأصابهم بصدمة وذهول.
وتنطلق الرواية في جزئها الثاني (الدموع) من دموع نكسة 1967، وأثر هذه النكسة على حياة الشخصيات، التي تعاني من فقدان الوطن والأهل، وفقدان المال اللازم لاستمرار التعليم، وترصد الرواية في هذا الجزء بدايات الانحراف والفساد الذي تمارسه بعض قيادات الثورة الفلسطينية، ومحاولات البعض منهم فضح هذه الممارسات، مِمّا يُعرضهم للتهديد والمطاردة ثم الهرب، وينتهي الجزء الثاني بخروج الثورة الفلسطينية من بيروت في العام 1982 إلى المنافي بعيدًا عن خطوط التماس مع العدو، لتنزف الدموع من جديد باستشهاد خالد الربيع أحد الشخصيات المهمة في الرواية.
ويرصد الجزء الثالث (الدخان) تواري المبادئ أمام المنفعة الشخصية من خلال سرقة أموال الثورة وتهريبها، واستغلال البعض منصبه، ويشاهد المتلقي التحولات التي عصفت بالمجتمع العربي والفلسطيني، وانحسار العمل المسلح، وتشظي قوى الثورة الفلسطينية، وترويض ملفاتها على مذبح مزايدات بعض الأنظمة العربية، إلى أن تنهض الحالة باندلاع الانتفاضة الشعبية في القطاع والضفة.