أجمع مختصون صحفيون وقانونيون على ضرورة سن قانون عصري يتجاوز جوانب القصور في القوانين المعمول بها، وتحديد محكمة مختصة للنظر في قضايا النشر والشكاوى المرتبطة بالممارسة الإعلامية، كما استحداث نصوص تشريعية وقانونية تطبق حق الحصول على المعلومات، وتوثيق الانتهاكات الصحفية كي تكون وثيقة رسمية تثبت هذه الانتهاكات، وأوصوا بعدم التعامل مع الانتهاكات بحق الصحافيين كأرقام بل مناقشة كل قصة بحيثياتها، والتعاون بين الصحفيين والمؤسسات الحقوقية المحلية من أجل توفير كافة المعلومات الخاصة بانتهاكات الاحتلال بحق الصحفيين، وطالبوا السلطة الفلسطينية بتحريك الدعاوى ضد “الاحتلال الصهيوني” أمام المحافل الدولية، وحثوا على زيادة الاهتمام بمساقات التشريعات الإعلامية، وتنمية إدراك الصحفي بقانون الميدان.
جاء ذلك خلال اليوم الدراسي الذي أقامه قسم الصحافة والإعلام بكلية الآداب في الجامعة الإسلامية، تحت عنوان :”دور المؤسسات الحقوقية في توفير الحماية للصحافيين الفلسطينيين”، بمشاركة إعلامية وقانونية وحقوقية، وجرى ضمن أعماله افتتاح معرض “صحفيون في الميدان”.
وانعقد اليوم الدراسي في قاعة المؤتمرات العامة في مبنى طيبة للقاعات الدراسية، بحضور كل من: الأستاذ الدكتور رائد صالحة- عميد كلية الآداب، والأستاذ الدكتور أيمن أبو نقيرة- رئيس قسم الصحافة والإعلام ورئيس اليوم الدراسي، والأستاذة رجاء أبو مزيد- رئيس اللجنة التحضيرية، وأعضاء هيئة التدريس في القسم، ولفيف من المهتمين والمختصين، وجمع من طلبة قسم الصحافة والإعلام في الجامعة.
الجلسة الافتتاحية
وفي كلمته أمام الجلسة الافتتاحية لليوم الدراسي، شكر الدكتور صالحة كل من أسهم في التحضير لليوم الدراسي، وأشاد بمكانة قسم الصحافة والإعلام في الجامعة الإسلامية، ودوره في طرح ومناقشة المواضيع والقضايا التي تمس مصلحة المجتمع والوطن، مثمنًا جهوده في تدعيم الخطاب الوطني من خلال تخريج صحفيين واعين ومتزنين ومتفهمين لهموم الوطن وقضيته العادلة.
بدوره، بين الدكتور أبو نقيرة أن تطبيق قوانين العقاب بحق من ينتهك حقوق الصحفيين إنما هو تطبيق لحدود الله في تشريعه للقصاص في القرآن الكريم، وربط ذكرى هذا اليوم بذكرى وعد بلفور الذي أفلتت به دولة كاملة وهي بريطانيا من العقاب بعد ارتكابها أقسى الجرائم ضد شعب كامل وهو الشعب الفلسطيني.
من جانبها، أفادت الأستاذة أبو مزيد أن أهمية اليوم تنطلق من إحيائه لذكرى اليوم العالمي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم ضد الصحفيين، الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الثاني من نوفمبر عام 2013م، وأعقبت: ” تركيز هذا القرار جاء نتيجة للوضع المقلق الذي شهده العالم في الفترة الأخيرة الذي تمثل في مقتل أكثر من (700) صحفياً خلال نقلهم الأخبار والمعلومات للجمهور”.
وبينت الأستاذة أبو مزيد أن اليوم الدراسي يهدف إلى التعرف على الضوابط المهنية والأخلاقية في العمل الإعلامي، من خلال الوقوف على الأطر التشريعية الناظمة للعمل الإعلامي في فلسطين، وعرض أبرز قضايا الانتهاكات التي يتعرض لها الصحفيون الفلسطينيون، إلى جانب الوقوف على سبل الحماية القانونية للصحفيين الفلسطينيين، عبر تسليط الضوء على : آليات متابعة نقابة الصحفيين لقضاياهم، ودور مراكز حقوق الإنسان في تعزيز حمايتهم، إضافة إلى بيان مدى حماية القانون الدولي الإنساني للصحفيين في أوقات الحروب والكوارث.
الجلسة الأولى
وفيما يتعلق بالجلسات العلمية لليوم الدراسي فقد انعقد على مدار جلستين علميتين، وترأس الجلسة العلمية الأولى الدكتور أمين وافي –الأستاذ المشارك بقسم الصحافة والإعلام- وكانت بعنوان :”الضوابط المهنية والأخلاقية في العمل الإعلامي”، ذكرت فيها الأستاذة هبة سكيك -نائب رئيس منتدى الإعلاميين الفلسطينيين- أبرز قضايا الانتهاك التي يتعرض لها الصحافيون الفلسطينيون، فيما ناقش الأستاذ غسان رضوان –من المكتب الإعلامي الحكومي- الأطر التشريعية الناظمة للعمل الإعلامي في فلسطين، واستعرض الأستاذ عادل الزعنون -مراسل وكالة الصحافة الفرنسية- بعض التجارب المهنية والميدانية في خضم موضوع اليوم الدراسي.
الجلسة الثانية
أما عن الجلسة الثانية فقد ترأسها الدكتور طلعت عيسى –أستاذ مشارك بقسم الصحافة والإعلام-وجاءت تحت عنوان :”سبل الحماية القانونية للصحافيين الفلسطينيين”، وأوضح خلالها الدكتور تحسين الأسطل -نائب نقيب الصحافيين الفلسطينيين- آليات متابعة نقابة الصحافيين لقضايا الصحافيين، وأشار الأستاذ عصام يونس -مدير مركز الميزان لحقوق الإنسان- إلى دور مراكز حقوق الإنسان في تعزيز حماية الصحافيين الفلسطينيين، وتحدث الأستاذ عبد اللطيف ظاهر -المحاضر في قسم الشريعة والقانون بالجامعة الإسلامية- عن حماية القانون الدولي الإنساني للصحافيين في أوقات الحروب والكوارث.